السؤال : هداني الله وزوجي الى مذهب آل البيت منذ ثلاثة عقود .
نحن نعيش بإحدى المدن الغربية
من وقتها ونحن نرتاد الحسينات المتواجدة هناك وتعود الى اخوة من العراق او لبنان وأخرى للإيرانيين وقد نشأ ابناؤنا على المذهب والحمد لله اتم ابناؤنا الدراسة الجامعية وامنيتي ان اراهم متزوجين
لكن أدركنا جميعا العوائق التي تحول دون ذلك
أولا : ما كان بالامكان ان يتزوجوا من افراد من اهل السنة فقد تقدم لابنتي العديد من زملائها بالدراسة وبمجرد ان تعلمهم بتشيعها ينفرون او ينفرهم محيطهم العائلي
حتى من العائلة الموسعة من جهة أخرى ورغم ان ابنائي كانوا يترددون على حسينيات المدينة ويشاركون في نشاطاتها ولهم من الصفات ما يكفي للتأهل للزواج دينا وخلقا واخلاقا بشهادة الجميع الا ان ذلك لم يكن كافيا ليقبل بهم أبناء الطائفة
الغريب والادهى ان يوجد من المتعممين من يصعد على منبر رسول الله صل الله عليه واله فينفر الشباب في الزواج من غير جنسيته الاصلية فان كان عراقيا فيحثهم على الزواج من العراق ويحذرهم من الزواج من غير جنسيتهم وان كان لبنانيا فيحثهم على الزواج من لبنان ويحذرهم أيضا من الزواج من غير جنسيتهم ويدلل هؤلاء بحديث ينسبونه الى رسول الله صل الله عليه واله يسمونه بحديث بلال
فهل ان موقفهم ذلك صائب ؟
فان كان كذلك ما العمل اذا كان اهل السنة يرفضوننا لأننا شيعة ؟
و ترفضنا الشيعة لأننا لا نحدر من اوطانهم الاصلية ؟
بناء على ما تقدم هل يجوز ان ازوج ابنتي من عربي مسيحي مثلا ؟
الجواب: بسمه تعالى
في البداية ندعو الله تعالى ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك بأن يثبتكم على الولاية والاستقامة ويصبركم على محن الحياة وصعوباتها، وخاصة ما يعانيه المؤمنون في المجتمعات التي لا تتوافق مع عقيدته وسلوكه.
ولا شك أن ما ورد في هذا السؤال من تصوير للحالة التي تعيشونها فيه اختبار حقيقي وصعب لكم وشاق، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في بداية سورة العنكبوت ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ .
وهذا ما يوجب على المؤمنين التمسك بدينهم ومبادئهم واخلاقهم اكثر واكثر، والدعاء الى الله تعالى يمنحهم القوة على الثبات وأن يساعدهم على تجاوز تلك الصعوبات بما فيه المصلحة التي يختارها الله للإنسان .
وكما ورد في احدى فقرات الدعاء المأثور الذي نقرأه في شهر رمضان المبارك وهو دعاء الافتتاح ما نصه: ولَعَلَّ الَّذي اَبطأ عَنّي هوَ خَيرٌ لي لِعِلمِكَ بِعاقِبَةِ الاُمور.
أما ما يتحدث به على المنابر بعض ممن ذكرتم فهو في ذلك لا يلحظ الموازين الشرعية التي يجب ان تحكم ضوابط اختيار الأزواج بقدر ما يلحظ أمورا اجتماعية يراها مورد ابتلاء بين الناس نتيجة الاختلاف في الثقافات والعادات، علما أن الانسان المؤمن والانسانة المؤمنة يستطيعان التكيف مع ما هو حاصل من اختلاف في العادات لتكون الموازين الشرعية هي الحاكمة في العلاقات بينهما ولها الأولوية على ما عداها من عادات وتقاليد.
واما ما يتعلق بالسؤال عن إمكانية زواج الفتاة المسلمة من مسيحي حتى ولو كان عربيا فهو أمر غير جائز في الشريعة الإسلامية، إذ لا يجوز للمسلمة ان تتزوج من غير المسلم. باعتبار ان غير المسلم لا يعتقد بدينها الذي تؤمن بها وهو الإسلام والأولاد سيتبعون حكما دين ابيهم علما أن الولد من الناحية الشرعية يتبع أشرف الابوين وهو من يدين بالإسلام.
سددكم الله لما فيه الخير والصلاح