السؤال: إذا كان الشخص في بلد لا تجب فيه التقية عليه
فما حكم إظهار البراءة وعدم التقية في وسائل التواصل الاجتماعية والقنوات الفضائية لذاك الشخص بما أن البراءة إظهارٌ للبغض وهي تسقط عند لزوم التقية فلا تجب حينها؟
الجواب: باسمه تعالى
لا بد من فهم معنى التقية أولا ثم معرفة أحكامها
فالتقية هي الاتيان بعمل لايهدم حقاً و لايبني باطلا مخالفا للحق،
او ترك عمل موافق للحق، او كتمان المذهب، تحفظاً عن ضرر الغير على الشخص، أو الاسلام، أو التشيع، أو اعزازاً للدين و اعلاء لكلمة الاسلام و المسلمين، و تقوية لشوكتهم.
فهذه هي أسباب التقية في الشريعة ومواردها.
واما أقسامها فالتقية تنقسم الى أربعة اقسام:
القسم الأول: التقية الخوفية، وهي الناتجة عن خوف من الأذى يمكن ان يتعرض له المؤمنون.
القسم الثاني: التقية الاكراهية، عندما يتم إكراه المؤمنين على عمل ما او ترك عمل.
القسم الثالث: التقية الكتمانية، عندما تستدعي الظروف كتمان مذهبك او ما انت عليه خوفا من الضرر.
القسم الرابع: التقية المداراتية، من باب مسايرة الآخرين في الموارد التي يحصل منها اثر إيجابي بين المسلمين.
وبالتالي فإن حكمها الشرعي ينقسم الى خمسة اقسام حسب الموضوع وحسب المكلف،
فقد تكون واجبة وقد تكون مستحبة وقد تكون محرمة وقد تكون مكروهة وقد تكون مباحة تبعا للظروف التي يعيشها كل فرد. ووفق تفصيل منشور ومفصل في كتاب فقه الصادق.
وعليه فإن موضوع التقية هو أوسع دائرة من ظروف الشخص بل لا بد من ملاحظة ما يترتب على عمله سلبا او إيجابا، وعن مكانة هذا الشخص وتأثيره، فقد تكون التقية واجبة على شخص ما بموضوع معين، ومحرمة على آخر نفس الموضوع.
وهذا يحتاج الى اطلاع ومعرفة وعدم انفعال واستعجال وأن يتم تقييم أي عمل وفق ما بيناه في تعريف التقية.