السؤال: لماذا انقسم علماء الشيعة إلى مدرستي الفلسفة و العرفان، و المدرسة التفكيكية ؟ ماذا يأتي قبل هاتين المدرستين ؟
الجواب: باسمه تعالى
مادة الفلسفة والعرفان ليستا من العلوم الدخيلة في بناء شخصية الفقيه العلمية، إذ الأساس في ذلك ما يتعلق بفقه الحديث، ولذا تطلق على تسمية العالم بأنه فقيه، وهو ما وردت الإشارة اليه في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، من كان من الفقهاء...
اما بقية العلوم الأخرى فتكون الحاجة اليها بقدر ما يكون لها دور في المساعدة على علم الفقه.
ومن ذلك ما برزت الحاجة الماسة اليه وخاصة في العصور المتأخرة ما يطلق عليه بتسمية علم أصول الفقه، الذي صار يعتبر مقدمة أساسية لعلم الفقه.
اما غيرها من فلسفة وعرفان فلا علاقة لها على الاطلاق في علم الفقه، بل يكون الاطلاع عليهما من باب الثقافة العامة التي للفقيه والتي لا يضره عدمها شيء.
وما حصل من إدخال البعض لبعض المفاهيم الفلسفية في الفقه بما أثر على منهجيتهم الفكرية قوبل باعتراض من قبل آخرين من أن هذه ليست مما حث أهل البيت عليهم السلام على تعلمه، واستطرادا إدخاله في المباحث الفقهية .
ونتيجة هذا الاختلاف نشأت هاتان المدرستان.
أما العرفان فلا علاقة له على الاطلاق في فقه مدرسة اهل البيت عليهم السلام، وهو في الوسط الشيعي نسخة منقحة اسميا عن التصوف لدى بعض المذاهب الإسلامية، وقد ورد ذمه في بعض النصوص عن أهل بيت العترة عليهم السلام.